الأحد، 10 يناير 2016

حفلة تكريم المشتغلين بالعلم في طوبى

                              كلمة المكرمين

                                                                       بقلم/ سرين امباكي عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أمر بالشكر ونهى عن الكفران، فقال جل من قائلواشكروا لي ولا تكفرون، والصلاة والسلام على من روي عنه قولهأفلا أكون عبدا شكورا، سيدنا وحبيبنا محمد القائلمن لا يشكر الناس لا يشكر الله والقائل أيضا من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه؛ ورضي الله تعالىى عن شيخنا أحمد بن محمد بن حبيب الله العبد الخديم   الذي قال حامدا وشاكرا:

ـ له عليّ الشكر بالأقلام
 

والقلب والجسد والكلام
  

ـ زنت القصائد للوهاب أشكره
 

بها ولي قاد ما قد فاق مظنوني
  

ـ ولازموا الشكور عند التعم
 

لوجه من ما زال خير منعم
  

سماحة الشيخ محمد المنتقى بن الشيخ محمد البشير، حفظكم الله ورعاكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد :

فهذه كلمة  أقرأها على سماحتكم - أيها الشيخ الكريم - باسم هؤلاء الإخوةالمريدين المشتغلين بالعلم الذين  جمعتهم اليوم مجددا أريحيتكم المعتادة تحت هذا السقف العامر بالإنعام والإكرام

وهي كلمة شكر وتقدير  لهذه الضيافة الكريمة  التي تتكرمون بها عليهم سنويا تشجيعا لهم وتعبيرا من سماحتكم عن موقفكم المؤيد لهذا العلم  الذي كان أحد الركائز الأساسية التي بنى عليها شيخنا أحمد الخديم - رضي الله تعالى عنه - دعوته الإصلاحية التجديدية المريدية، وكان ينظر إليه على أنه معيار الخيرية والأفضلية  حيث يقول 

واعلم بأنما تفاوت الورى
 

بالعلم والدين يكون فاصبرا
  

وبهما يفضل من قد فضلا
 

لا بانتسابه لمن قد اعتلى
  

من جهة الأنساب أم وأب
 

ففيهما اجتهد مع التأدب
  

وكان أهل العلم في حضرته - رضي الله تعالى عنه - يتمرغون  في نعيم مقيم كله تقدير وتكريم وحث على الاهتمام بالعلم تعلما  وتعليما وتطبيقا، وهو القائل:

ـ ومن نهاكم عن التعلم
 

فإنه يقودكم للنقم
  

ـ ومن نهاكم عن التعلم
 

فنهيه إلى الصلال ينتمي
  

ـ ومن نهاكم عن التعلم
 

فهو خليفة اللعين المجرم
  

ـ في كل ما يفسده والله جل.
 

حسيبه يوم الجزاء والوجل
  

وهذا ما فهمتموه أيها الشيخ الكريم فهما صحيحا جسدته مواقف كريمة ممثلة في عدد من الأمور نذكر منها 

1- هذه المكتبة العظيمة التي حققتم بها أمنية من أمنيات  والدكم مولانا صاحب المنن الشيخ محمد البشير الذي كان  كما وصفه مريده ورفيق دربه الشيخ حبيب الله بن

إبراهيم حين قال وهو يرثيه:

   كيف الحياة على عيش ينغصه -  فقد الهمام بشير العلم والدين
  

 

وقد أدهش علمه الكثير أحد علماء الشناقطة حتى قال:

أحيا البشير لدين ميت الدين
 

من بعد ما قال حال الدين واديني
  

ما كنت أحسب أن العلم يحرزه.
 

دون البياضين فتيان السوادين
  

2- طبع كتاب منن الباقي القديم محققا

3- إنشاء مؤسسات تعليمية عصرية ودعمها ماديا ومعنويا

 

4- هذه الخلع الكريمة القيمة التي طالت وتطال العديد من المتحركين في المجال تشجيعا وتقديرا وتنويها بدورهم 

5- هذه المأدبة السنوية التي تعتبر مبادأة كريمة من سماحتكم  ارتفعت بها معنويات المستهدفين وازداد من أجلها اقتناعهم  بأهمية دورهم  وضرورة الاستمرار في العطاء والتطوير بشجاعة  ونشاط  

فالإخوة - أيها الشيخ العزيز سيدي محمد المنتقى - يقدرون هذه المجهودات المباركة والمواقف النبيلة الحميدة  تجاه العلم وذويه ، ويرفعون إلى سماحتكم أسمى آيات الشكر والامتنان داعين الله - سبحانه - أنيحفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم، ويعمّركم ذخرا وفخرا للمسلمين عامة، وللمريدين خاصة، محفوفين بالسلامة والعافية حتى تتموا جميع مشاريعكم الخيرة، وتحققوا نواياكم التي كلها طيبة للبلاد والعباد، بجاه شيخنا أحمد الخديم الذي هو غايتكم المنشودة في كل المساعي

وعليه، فإن الإخوة  ليؤكدون لكم مجددا استعدادهم التام، وتأهبهم الكامل،للتحرك وراءكم بكل صدق وإخلاص نحو كل ما من شأنه أن يصون ويرفع ويطور هذا التراث الأصيل الذي وصانا به الشيخ الخديم ـ قدس الله سره ـ ورغّبنا فيه ونبهنا بأن الدين لا يقوم إلا به:

كونوا معا في العلم راغبينا
 

لوجه من به يقيم الدينا
  

 

                            وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين

                                                                                                     طوبى دار المنن في 29 من ربيع الأول 1437ه

                                                                                                                                   10 من يناير 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق